الإنسان والزمان في منظومة محمد إقبال التجديدية

الإنسان والزمان في منظومة محمد إقبال التجديدية

الملخّص

ما حدا بي إلى اختيار موضوع "الإنسان والزمان" هو تقديري أن الدّين، من الناحية الفلسفية، يستمدّ شرعيته من إشكاليّة الوجود الإنساني إزاء الموت. ترجمتي لهذه المقولة كانت في الحديث عن الإنسان والزّمان.

أما عن اختيار محمد إقبال فقد دفعتني إليه جملة اعتبارات لعلّ أبرزها أنّه كان شاعرًا أبدع حيرة المسلم ليصوغها أسئلةً وصورًا وعوالم حيَّة؛ مقتفيًا بذلك خطى كبار الشعراء من أمثال جلال الدين الرّومي (ت.۱۲۷۳) وسعدي الشيرازي (ت.۱۲۷٤ )؛ إذكان إقبال (ت.۱۹۳۸ ) مثلهم يرى أنّ الشعر هو أفضل أسلوب للتعبيرعن موقع الإنسان وطبيعة تكوينه. ثمّ إن اهتمامنا بإقبال يرجع إلى اعتبار آخر؛ إنّه مفكّر مسلم عالج مسألة الإنسان من خارج الثقافة العربية، فكان له موقع يمكننّا من رؤية وتمشٍّ مختلفين للعلاقة التّي بين الإسلام والتاريخ.

لم يكن إقبال عربيًّا ولم يفكّر بالعربية، وهو رغم شديد إعجابه بالجزيرة العربيّة ورسالتها الحضارية يقدّم "رؤية إسلامية" للإنسان والزمان من خارج الفضاء العربي. هذا الصوت المختلف رغم أنّه "تلوين داخلي" للمنظومة الإسلاميّة الحديثة فأهميته ترجع إلى أنه طرح مسألة الهويّة مبيّنًا ما تقوم عليه من تعدّد وتنوع خلافًا لما يُظَّن فيها من تماثل وأحادية.

قراءة إقبال هي صوت مختلف للهويّة وهو شروع للحديث عن الآخر من الداخل الثقافي، لذلك يمكن عدّه مدخلًا نموذجيًّا للوعي الذّاتيّ.