تحدي المثقف المؤمن: الدين والحداثة

تحدي المثقف المؤمن الدين والحداثة

الملخّص

تحلِّل هذه الورقة دورَ البروفيسور إسماعيل الفاروقي؛ باعتباره مثقفًا مؤمنًا ساهمَ في تطوير نموذج بديل للحداثة، يلعب فيه الدينُ دورًا محددًا وأساسيًّا؛ فالحداثة البديلةُ ليست بالضرورة علمانيةً أو لا دينية، والنسخة الإسلامية من الحداثة هي واحدةٌ من بين الحداثات المتعددة في العالم المعولم، فهي تُقدم معرفةً «حديثة».

لقد ساهم البروفيسور إسماعيل الفاروقي في هذه المغامرة عبَر مشروعِه المسمى «إسلامية المعرفة»؛ إذ على هذا النحو يجسد البروفيسور الفاروقي الدورَ المتغيِّر للمثقفين المؤمنين في النصف الثاني من القرن العشرين.

يتفاعلُ الدين والحداثة بطُرُق متغيِّرة في العصر الحديث؛ فهذا التفاعل ليس بين مفهومين مجردين ومجسدين، وإنما يتجسَّد في حياة مؤمنين ومثقفين وتفكيرهم، عندما يواجهون قضايا متعلقة بالإيمان في سياقات التاريخ الحديث، فمن الشائع الاعتقادُ أن الإيمانَ الديني والحداثة أساسًا متعارضان، ووفق هذه الرؤية، يكون المؤمنون والمثقفون الحديثون خَصْمين يُمثلان رؤًى مختلفةً للعالم.

ونتيجةً لذلك، تبدو فكرة «مثقف مؤمن» للعديد متناقضةً ذاتيًّا؛ إلا إنه مع الربع الأخير من القرن العشرين، أصبح واضحًا أن الحداثة ليست بالضرورة علمانيةً أو لا دينية، ففي هذا السياق لم يعُد المثقف الذي هو أيضًا مؤمنٌ بأحد التقاليد الدينية الكبرى في العالم – نوعًا من الشذوذ، بل يعتبر المثقفون المؤمنون أنهم يقومون بأدوار مهمة في تعريف الحداثات المتنوعة للعالم الحديث المتطور؛ إذ يجسد علماء مثقفون مثل إسماعيل الفاروقي ديناميكيةَ الأدوار المتغيرة للمثقفين المؤمنين في النصف الثاني من القرن العشرين.

الكلمات الدلالية