يُقدّم هذا الكتاب سبيلًا جديدة لفهم المصنفات الكلاسيكية لعلماء الأصول والكلام، الذين تمسكوا بضرورة الوحي الإلهي للوقوف على أحكام الأفعال الإنسانية والقِيم المتعلقة بها. ويذهب المؤلف -معولًا على إعادة بناء نزاع الأشاعرة والمعتزلة في طبيعة الكلام الإلهي وآثاره- إلى العدول عن اعتبار موقف الأشاعرة نقليًّا خالصًا، والقول بأن تعلُّقهم بالوحي كان التزامًا فلسفيًّا عقلانيًّا نشأ عن الجدل في نظرية المعرفة والعقيدة. كما يرى أن خصوصية هذا النموذج الأشعري تجعل سماته المائزة نافعةً للدارسين المعاصرين، الذين يدافعون عن بعض صور نظرية التكليف الإلهي. ومن ثَمَّ فهذا الكتاب قراءةٌ جديدةٌ لقضية العقل والوحي في الإسلام، وسبيلٌ لم تُطرق من قبل في علوم الأخلاق والتشريع والكلام.
عمر فرحات: أستاذ القانون المساعد بجامعة مكجيل بمونتريال، عمل سابقًا زميلًا باحثًا في جامعة ييل. تشمل مجالات اهتمامه النظرية القانونية الإسلامية، والقانون المقارن، والأخلاق النظرية واللاهوتية، والأشكال الدينية للتنظيم فيما يتعلق بأنظمة الدولة القومية الحديثة.