لقد وُضِعَ هذا الكتاب حتى يمدَّ يَدَ العون لكل من أراد -عند لحظةٍ معينةٍ من حياته العملية أو الخاصة- أن يتهيأ للبحث في العلوم الاجتماعية، وأن يُنجز عملًا يُكلَّل بالنجاح في هذا الميدان. ولذلك، يُعَدُّ هذا الكتاب أساسًا للتدريب المنهجي، بدايةً من التدرُّب على تصور المشكلة حتى وضع نظامٍ لاستجلائها. كما أنه يتَّبِع نهجًا تعليميًّا يُمَكِّنُ القارئ من النظر فيه مباشرةً، فيستطيع أن يُطبق كلَّ الإرشادات...

مثَّلت دارُ العلوم مدرسة فريدة ترى الإصلاح والتحديث العلمي والتربوي وسيلتَهَا الأولى للنهوض والارتقاء، وتنطلق في ذلك من ارتباط وثيق بالتراث والهوية، وانفتاح واعٍ على الغرب ومعارفه الحديثة. ورغم أهمية دار العلوم ودورها البارز في التحديث وتوسطها الفاعل بين التعليم الديني والمدني، فقد تنكَّر لها التنويريون من لدن طه حسين حتى أيامنا هذه، كما تجاهلتها الدراساتُ التاريخيةُ والفكريةُ المعنيَّة بالنهضة؛...

تُقدّم هذه الدراسة مقاربة أنثروبولوجية جديدة لمسألة الثورة بوصفها ظاهرة سياسية، وتسوق عددًا من الأسباب والتعليلات التي توضّح كيف يمكن للأنثروبولوجيا أن تُثري وتُكمل أدبيات العلوم السياسية والتاريخية في دراسة الثورات السياسية. إذ تُعنى هذه المقاربة الأنثروبولوجية للفعل الثوري بما أغفله المؤرخون وعلماءُ السياسة والاجتماع من أشكال المقاومة والتمرّد اليومية؛ كالأغاني والروايات الأدبية والنِّكَات...

هل يمكن قياس الدين والتديُّن؟ وهل الأدوات المستخدَمة في قياس الظواهر الدينية أدوات دقيقة؟ وهل من مساحات دينية تتعطل فيها الأدوات البحثية؟ وما الانتقادات الموجَّهة إلى المناهج الإنسانية والاجتماعية في دراسة الدين وقياسه؟ وكيف يمكن تطوير منهجيات جديدة ومتعدّدة الأبعاد لقياس الدين؟ يجيب هذا الكتاب عن هذه التساؤلات بإجابة منهجية وعلمية، ويُقدّم رؤيةً نقديةً للأساليب التقليدية المستخدمة في دراسة الدين،...

يحاول مؤلِّف هذا الكتاب جَمْعَ أهمّ الدراسات والبحوث العلمية في الدراسات المقارنة، لتحليلها وبيانِ مراحل تطورها، وكيفية الاستفادة منها لعلاج ما سيجدّ في هذا الحقل بصورة أكثر منهجية. فيعرض الدراسات التاريخية عن المقارنات بصورة عامة، ودراسات الروَّاد الذين أسسوا منهجية المقارنة بين الفقه الإسلامي والقانون، مرورًا بالكتابات التي حاولت توظيف الدراسات المقارنة في توحيد القوانين العربية، ثم الدراسات...

يُعرف العقد بأنه توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني، سواء كان هذا الأثر هو إنشاء التزام أو نقله أو تعديله، وقوام هذا العقد هي الإرادة، وهذه الإرادة وحدها تكفي لإنشاء الالتزام بما لا يتعارض مع النظام العام والآداب، وتحديد ما يترتب على هذا العقد من آثار، وذلك وفقًا لمبدأ سُلطان الإرادة، الذي لم يكن معروفًا في الماضي، حيث اضطر هذا المبدأ للمرور بعدَّة مراحل حتى يصل إلى ما هو عليه الآن.

يفتح الفيلسوف طه عبد الرحمن، في الكتاب الذي بين يديك، آفاقَ "التفكّر" في "السيرة النبوية"؛ فبعد أن كشف حدود المحاولة المنطقية لابن النفيس والمحاولة التاريخية لابن خلدون، عَرَض مقاربته الأخلاقية المتميزة؛ إذ اتَّبَع فيها طريق "التأويل" في بيان كيف أن" السيرة النبوية" ليست مجرد نموذج أخلاقي متفرّد لا تنفد دلالاته العملية، وإنما هي الأساسُ الثابت الذي ينبغي أن يُبنى عليه عموم الأخلاق، قيمًا وأفعالًا...

تعرض الباحثة هاجر فرزلي في قراءتها لكتاب الدكتور عبد الرزاق بلعقروز "روح الثقافة: متى تكون الثقافة قوة فاعلة؟" أسلوب الدكتور وأقسام الكتاب. وتبين أنه بدأ بتناول الخواطر والأفهام السلبية عن الثقافة والمفهوم الارتكاسي لها اللذان يرسخان السكون التاريخي والوجود النظري المجرد. وتفصّل ما قدمه الدكتور من رؤية ثاقبة لعلاقة الثقافة بالإنسان، مُؤكّدًا على دورها المحوري في تشكيل هويته وتوجيه سلوكه.

ثارت نقاشات وأسئلة كثيرة حول قضيتي الاجتهاد والتجديد في السنوات الأخيرة، مردها وقوف عالمنا العربي والإسلامي في عنق زجاجة الحضارة، فلا الرجوع إلى السابق ممكن ولا الخروج لغيره يسير، ومن هنا انطلقت أصوات الداعين إلى التجديد والاجتهاد في مساراتٍ شتى، بعضها يستلهم المعارف الإسلامية وحدها، وأخرى تتلبس العقل الغربي بمفرده. وبعضها يحاول -كما يطمح المركز بهذه المدرسة الصيفية ويدعوكم للمشاركة فيها- أن ينتهج...

يستعرض عُوَيمِر أنجُم في مقاله "الإسلام إلى أين؟ حركة الإصلاح الإسلامي في الغرب والكثافة الخطابية" التحديات التي تواجه المسلمين في الغرب في ظل التطورات الحديثة، مثل العلم والاقتصاد والسياسة. ويركز على حركة الإصلاح الإسلامي وجهود المثقفين المسلمين للتوفيق بين الإسلام والحداثة. ويشير الكاتب إلى "أزمة المرجعية" في الفكر الإسلامي والحاجة لتطوير تقليد فكري مستدام. وكذلك يتناول المقال نظرية "الانفجار...