صدر حديثا: العلوم الإسلامية وبناء مصر الحديثة
مثَّلت دارُ العلوم مدرسة فريدة ترى الإصلاح والتحديث العلمي والتربوي وسيلتَهَا الأولى للنهوض والارتقاء، وتنطلق في ذلك من ارتباط وثيق بالتراث والهوية، وانفتاح واعٍ على الغرب ومعارفه الحديثة. ورغم أهمية دار العلوم ودورها البارز في التحديث وتوسطها الفاعل بين التعليم الديني والمدني، فقد تنكَّر لها التنويريون من لدن طه حسين حتى أيامنا هذه، كما تجاهلتها الدراساتُ التاريخيةُ والفكريةُ المعنيَّة بالنهضة؛ بل إن بعض وسائل الإعلام المعاصرة لا تزال تهاجمها، وتنسب لها ما لا يتسق مع طبيعتها ورسالتها وتاريخها.
ولهذا مسَّت الحاجةُ إلى دراسات علمية جادة تدفع هذا التجاهل وتكسر الصمتَ المريب، وتكشف وجه الحقيقة؛ حتى تجد الأسئلةُ جوابَها الصحيح. والحقُّ أن هذه الحالة كانت دافعًا قويًّا ومقنعًا لدراسات غربية تمحَّضت لمعالجة النهضة المصرية في عمومها، وعكفت على دراسة حالة دار العلوم على وجه الخصوص، ومن هذه الدراسات هذا الكتاب.
يتخذ هذا الكتاب من مدرسة دار العلوم وخريجيها منظورًا يُطلُّ منه على ما شهدته مصرُ من تحولات اجتماعية وثقافية خلال الحقبة الممتدَّة من عام 1871 حتى عام 1952م. وتوسل إلى ذلك بضفيرة من النظريات والمقولات المنهجية يسَّرت له مقاربة فاعلة جديرة بالتأمُّل والإعجاب أعانته على تفسير تلك التحولات.
هيلاري كالمباش: مؤرخة متخصصة في التاريخ الديني والثقافي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العصر الحديث. تخرَّجت في جامعة برنستون بقسم دراسات الشرق الأدنى، وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد سنة 2012م. تعمل الآن أستاذًا مشاركًا لتاريخ الشرق الأوسط بجامعة ساسكس في المملكة المتحدة.