مناهج البحث في العلوم الاجتماعية: الأهداف والمسار
الأهداف
لقد وُضِعَ هذا الكتاب حتى يمدَّ يَدَ العون لكل من أراد -عند لحظةٍ معينةٍ من حياته العملية أو الخاصة- أن يتهيأ للبحث في العلوم الاجتماعية، وأن يُنجز عملًا يُكلَّل بالنجاح في هذا الميدان. ولذلك، يُعَدُّ هذا الكتاب أساسًا للتدريب المنهجي، بدايةً من التدرُّب على تصور المشكلة حتى وضع نظامٍ لاستجلائها.
كما أنه يتَّبِع نهجًا تعليميًّا يُمَكِّنُ القارئ من النظر فيه مباشرةً، فيستطيع أن يُطبق كلَّ الإرشادات اللازمة لإتمام عمله.
ولكنه لا يقترح في مجمله مجموعةً من النهج، بل على العكس من ذلك، إنه يساعد القارئ على أن يتصور بذاته المنهج الصحيح للعمل. وعلى هذا، فإن هذا الكتاب يهدف إلى دأب القارئ على النظر دائمًا إلى الأمور بعينٍ ناقدةٍ، وأن يقيم لغةً للحوار داخل فريق العمل على سبيل المثال.
المسار
لا بدَّ من الحذر في مستهل أي بحثٍ من الوقوع داخل «الفوضى الأصلية» (le chaos originel)، أو ما يُعرف بالاندفاع المتهور (la fuite en avant). ولذلك وجب التغلُّب على ثلاث عقبات، غالبًا ما تظهر [في بداية البحث]، وهي الآتية:
- «شراهة الكتب أو الإحصاءات» (la gloutonnerie livresque ou statistique): وتتمثَّل في قراءة العديد من المقالات أو الكتب دون اختيارٍ مسبقٍ أو تحديدٍ دقيقٍ لما يبحث عنه القارئ. وتفادي هذه العقبة أمر ضروري؛ لأنها غالبًا ما تؤدي إلى تثبيط العزائم. والأحرى بالباحث أن يسير على «قاعدة الجهد الأقل» (la loi du moindre effort)، وهي القاعدة الأساسية للعمل البحثي.
- «مأزق الفرضيات» (l’impasse aux hypothèses): وهو الاندفاع نحو جمع البيانات قبل صياغة الفرضيات. وهذا مما لا بدَّ من تجنُّبه في إطار البحث [العلمي]، حيث يجب -على العكس من ذلك- تقييد كل مرحلةٍ من البحث بعناية قبل الانتقال إلى ما سواها.
- «التشدُّق المبهم [أو المبالغة في الإبهام]» (l’emphase obscurcissante): ومما يستوجب الابتعاد عنه هو الأسلوب المعقَّد عند الحديث، أو الإبهام عند الكلام فيما يتعلق بموضوع البحث؛ لأن الباحث ينتهي به المقام إلى أن يُدخل اللبسَ على نفسه، فيُفقد بَحْثَه بذلك كلَّ ما يتضمَّنه من معانٍ.
وعلاوةً على ذلك، فإن المسار هو الوسيلة المتبعة لبلوغ الغاية. فأيًّا ما كان موضوع البحث، فإنه يتشكَّل بالصورة نفسها من خلال الخطوات الثلاث الآتية:
- القطعية (la rupture) (التخلُّص من الأفكار المسبقة).
- البناء (la construction) (وضع مقترحاتٍ توضيحية للظاهرة التي يتوفر الباحث على درسها، وإعداد خطة البحث، و[تحديد] العمليات التي ستُجرى والنتائج المرجوَّة من هذه العمليات).
- الإثبات (l’expérimentation) (إخضاع البحث للاختبار، وعرضها على الواقع).
وهذه الخطوات الثلاث نفسها تنقسم في مجملها إلى سبع خطواتٍ أُخريات ستُشكِّل بناء الكتاب، وكلها ضروريةٌ ومتصلةٌ بعضها ببعض.
الخطوة الأولى: سؤال الانطلاق
يجب على الباحث -قدر المستطاع- أن يتخيَّر بسرعةٍ شديدةٍ نقطةً توجيهيةً جليةً؛ حتى يعكف على عمله دون إبطاءٍ، وكي يتسم هذا العمل بالاتساق. ونقطة البدء هذه ليست إلا مؤقتة، فثمة احتمال كبير أن يتحوَّل عنها فيما بعد. ذلك أن البحث -بالنظر إلى تعريفه- هو شيء يُنقَّب عنه. بيد أن صياغة سؤال الانطلاق تظل خطوةً أساسيةً، ينبغي على الباحث أن يلتزم بها.
فهذا السؤال من شأنه أن يجعله قادرًا على صياغة ما يسعى إلى معرفته بأدق صورةٍ ممكنة، واستجلائه وفهمه بصورةٍ أفضل.
وعلى الرغم من ذلك، فإن صياغة بحثٍ على هيئة سؤال انطلاق أمرٌ لا يُرجى نفعه إلا أن يكون هذا السؤال مستوفيًا لثلاثة معايير أساسية، أَلَا وهي:
- صفات الوضوح (qualités de clarté): يجب أن يكون السؤال محددًا، لا يبعث على الحيرة والالتباس. وكل مصطلح لا بدَّ أن يكون مُعرَّفًا بوضوح (وليقُم الباحث باختبار ذلك على الناس من حوله). ومن الضروري أيضًا أن يتسم هذا السؤال بالاقتضاب.
- صفة الإمكان (qualités de faisabilité): من المحتم أن يكون السؤال واقعيًّا، سواء من المنظور الشخصي أو المادي أو الفني.
- صفات الملاءمة (qualités de pertinence): يجب أن يكون السؤال حقيقيًّا، دون أن يكون له عند الباحث إجابة مسبقة ذات دلالة أخلاقية (فالهدف هو الفهم وليس إطلاق الأحكام). ومن الواجب أيضًا أن يتيح هذا السؤال الاطلاع على ما هو موجود وما كان موجودًا بالفعل [من دراسات في هذا الشأن]، وليس ما لم يوجد بعد، فالغاية من ذلك هي فهم الظواهر التي تخضع للدراسة بصورةٍ أفضل.
الخطوة الثانية: الاستكشاف
ويُستحسن أن تَتَتَابع قراءاته تترى؛ حتى يتوفر له من الوقت ما يعينه على التفكُّر وتبادل الآراء بين كل مرحلةٍ من مراحل القراءة. فهذه الطريقة أكثر نفعًا وتعين على اختيار أفضل للقراءات اللاحقة.
إن سؤال الانطلاق هو النقطة التوجيهية للبحث، وعلى أساسه تقوم مرحلة الاستكشاف. وينقسم هذا الاستكشاف إلى ثلاثة أجزاء، وهي الآتية:
- اختيار القراءات وتنظيمها.
- المقابلات الاستكشافية.
- طرق استكشافية أخرى.
يسعى الباحث من خلال مرحلة القراءة التحضيرية إلى معرفة ما تُوصل إليه في هذا الميدان، وإلى الاطلاع على آخر الأبحاث المتعلقة بموضوع هذا العمل. وهذه المرحلة تقوم على الانتخاب الدقيق لعددٍ قليلٍ جدًّا من المقالات (أو الكتب)، وتنظيم العمل عليها لاستخلاص أكبر فائدةٍ ممكنة. ولذلك، لا بدَّ من الالتزام بمعايير معينة عند القيام بهذا الاختيار، ومنها: أن يتأكَّد الباحثُ من وجود رابطٍ بين المقالات المختارة وسؤال الانطلاق، وأن يكون برنامج القراءة يتفق وواقعه الذي يعيشه، وأن يستخرج [من النصوص] عناصر تحليلية وتفسيرية. وأخيرًا، أن تَتَّبع المقالات التي وقف على اختيارها مناهج مختلفة [في دراسة الموضوع]. ويُستحسن أن تَتَتَابع قراءاته تترى؛ حتى يتوفر له من الوقت ما يعينه على التفكُّر وتبادل الآراء بين كل مرحلةٍ من مراحل القراءة. فهذه الطريقة أكثر نفعًا وتعين على اختيار أفضل للقراءات اللاحقة.
وحتى يقف الباحث على موضع هذه النصوص، يجب عليه في المقام الأول أن يستعلم عن أماكنها من الأساتذة أو الباحثين أو المتخصصين الذين قد يُقدِّمون له مساعدة قيمة. ويجب عليه في المقام الآخر أن يتبع طرق البحث البيبليوغرافية المتوافرة في المكتبات (ويُوصى في ذلك باتباع دورةٍ تدريبةٍ مع أخصائي توثيق) للوصول إلى المواد [المتعلقة بموضوع البحث]. وحبذا لو أخذت القراءة صورةً منهجيةً؛ حتى تكون فعَّالة. فيُنشئ الباحث على سبيل المثال -عقب كل مقالةٍ قد فرغ من قراءتها- جدولَ قراءة يجمع فيه من ناحية الأفكارَ التي تضمَّنها النص، ومن ناحيةٍ أخرى بناءَ المقال (من حيث تسلسل الأفكار)، ثم ينجز تلخيصًا بالاعتماد على هذا الجدول.
وبعد إتمام تلخيصات هذه النصوص المختلفة التي وقع الاختيار عليها، يتعين على الباحث مقارنتها بعضها ببعض بعناية (من حيثُ وجهات النظر المتبعة، والمحتوى، ومواطن الاتفاق والاختلاف بين مختلف الكُتَّاب)، وذلك حتى يستخلص العناصرَ التي سيُعمل فيها مبضع الدرس والإشاراتِ الأكثر نفعًا التي ستمكِّنه من توجيه قراءاته فيما هو قابل.
كما يُحتم على الباحث أن تكون قراءته مصحوبةً بمقابلات استكشافية كي تسلط له الضوء بصورةٍ أساسيةٍ على جوانب الظاهرة التي هي موضوع البحث، والتي لم يكن ليدركها وحده بصورةٍ تلقائية، فتكتمل على هذا النحو مسارات العمل التي سطرتها قراءاته. ولا يمكن للمقابلات الاستكشافية أن تؤديَ هذه الوظيفة إلا إذا كانت تتسم بأقل قدرٍ من التوجيهية (مقابلات شبه توجيهية، وقد أكَّد كارل روجرز Carl Rogers [على فعالية] هذه الطريقة)؛ ذلك أنها لا تهدف إلى تأكيد الأفكار المسبقة عند الباحث، ولكنها تعينه على تصور أفكارٍ جديدة. ويقوم الحوار [خلال المقابلات] على النقاط الآتية:
- طرح أقل قدرٍ من الأسئلة.
- المشاركة بأكبر قدرٍ من الانفتاح.
- عدم الانخراط في الحديث بصورةٍ ذاتية [أي التحلّي بالحيادية].
- السعي إلى أن تُدار المقابلات في كنف بيئةٍ وسياقٍ ملائمَيْن.
- تسجيل المباحثات حتى يكون الباحث متنبهًا [إلى ما يدور في هذه المباحثات] بأكبر قدر ممكن.
وثمة فئات ثلاث من الأشخاص من الممكن أن ينجذب الباحث إليها: المتخصصون في المجال المعني، المحاورون الموصى بهم، والجمهور المعني مباشرةً بالدراسة.
وما إن تتم المقابلات بهذه الطريقة، يصبح تفحصها ممكنًا من خلال منظورٍ مزدوج. إذ تُعَدُّ من ناحية مصدرًا للمعلومات. وقد تكون من ناحيةٍ أخرى أشبه بعملية، يُفصِح المتحدث من خلالها عن حقيقةٍ ذاتيةٍ أكثر عمقًا من تلك التي تبدو للعيان.
وأخيرًا، غالبًا ما تُنفذ هذه المقابلات الاستكشافية مقرونةً بطرق تكميلية أخرى، مثل الاطلاع على الوثائق وتحيلها.
إن وظيفة مرحلة الاستكشاف هي التأكُّد من أن سؤال الانطلاق يتفق واتجاه البحث. فإن تبيَّن خلاف ذلك، يفيد الباحث مما استخلصه من هذا العمل الاستكشافي ليصوغ سؤال انطلاق آخر.
الخطوة الثالثة: الإشكالية
قد آن للباحث أن يرجع خطوةً إلى الوراء، وأن ينظر إلى المعلومات التي جمعها بعينٍ فاحصةٍ؛ حتى يحدِّد التوجُّهات الأساسية للبحث، ويُعيِّن إشكاليةً ذات صلةٍ مباشرةٍ بسؤال الانطلاق. والإشكالية هي المسار النظري المُتبع في معالجة المشكلة التي أثارها سؤال الانطلاق.
وقد جاء مؤلِّفا الكتاب بمثالين اثنين (وهما الانتحار والتعليم) تصويرًا لمفهوم الإشكالية، وذلك حتى يسلطا الضوء على الطريقة التي تتم بها هذه العملية، وهي طريقةٌ من الممكن أن تُقسم إلى قسمين اثنين:
لا بدَّ في المقام الأول من استعراض الإشكاليات المحتملة وعرضها على نتائج الاستكشاف. ثم يُحتم على الباحث -بالاستناد إلى بعض الأُطر النظرية، كأنماط التفسير وأساليب الشرح- أن يسلط الضوء على الآفاق النظرية المستمدة من المناهج المتبعة.
وفي المقام الثاني يجب على الباحث -بنفسٍ واعيةٍ- أن يضع بجلاءٍ إشكاليتَهُ الخاصة. ويتطلب هذا الأمر وَضْعَ إطار نظري يناسب المشكلة، يَقْدر الباحث من خلاله على العمل. وبعد ذلك، يحدِّد الباحث مرةً أخرى -بأكبر قدرٍ من الدقَّة- موضوع البحث؛ حتى يُعيِّن الإشكالية التي توصل إليها، وذلك من خلال تحديد زاوية البدء وإعادة صياغة سؤال الانطلاق حتى يضحي الأساس الذي يقوم عليه البحث. وفي الوقت نفسِه، ينبغي ضبط المنظور النظري حسب موضوع الدراسة لإنشاء نظام متسق.
ونخرج من ذلك بأن سؤال الانطلاق وعملية الاستكشاف وعملية استجلاء الإشكالية، كلها خطواتٌ تتفاعل فيما بينها بصورةٍ مباشرة. وثمة ردود أفعالٍ بين هذه الخطوات التي تُشكِّل أُسس بناء نموذج التحليل الذي سيعمل الباحث من خلاله على إنفاذ المنظور المختار لهذا البحث.
والفرضية هي مُقترحٌ أوَّليٌّ يسعى إلى الوصل بين مفهومين (أو ظاهرتين). ولذلك، يستلزم التأكُّد من صحتها، وعرضها لاحقًا على البيانات المرصودة.
الخطوة الربعة: بناء نموذج التحليل
إن هذه المرحلة هي النقطة المحورية بين الإشكالية التي وضعها الباحث والعمل التوضيحي المنجز. ويستعمل الكاتبان مرةً أخرى مثالين على بناء نموذج التحليل (وهما الانتحار والتهميش) لرسم النهج المتبع. وتدلُّ هذه الأمثلة على أن نموذج التحليل يتكوَّن من مفاهيم وفرضيات تتداخل فيما بينها لتُشكِّل إطارًا متسقًا.
يُعَدُّ الإطار المفاهيمي بناءً مجردًا يهدف إلى رصد الواقع. وهو لا يأخذ بعين الاعتبار جميع جوانب هذا الواقع المعني، ولكنه يعتدُّ فقط بالجوانب الأساسية من منظور الباحث. فالأمر يتعلق -إذن- بمفهومٍ انتقائي، يعتمد البناء فيه على إبانة المفهوم، وتحديد أبعاده المكونة له، وتعيين مؤشرات قياس هذه الأبعاد.
وثمة نوعان من المفاهيم:
- المفاهيم الإجرائية المنعزلة (COI) التي بُنيت على أساس تجريبي من خلال الملاحظة المباشرة (الأسلوب الافتراضي- الاستقرائي).
- المفاهيم النسقية التي وُضِعت بالاستدلال النظري، والتي وتتميز عادةً بدرجة أعلى من القطع مع الأفكار المسبقة (الأسلوب الافتراضي- الاستدلالي).
وهذا الإطار المفاهيمي يكون مصحوبًا بوضع الفرضيات. والفرضية هي مُقترحٌ أوَّليٌّ يسعى إلى الوصل بين مفهومين (أو ظاهرتين). ولذلك، يستلزم التأكُّد من صحتها، وعرضها لاحقًا على البيانات المرصودة.
وحتى تكون الفرضية خاضعةً للكشف التجريبي، لا بدَّ أن تكون قابلةً للدحض؛ أي إنه يجب من ناحيةٍ أن تكون خاضعةً للتجربة بصورةٍ دائمة. ومن ناحيةٍ أخرى، أن تقبل معها بيانات مخالفة يمكن -بصورةٍ نظريةٍ- التحقُّق من صحتها.
واتباع ذلك المنهج هو السبيل الوحيد الذي من شأنه أن يُفعِّل دينامية البحث الذي من سماته التشكيك الدائم في أي علم سابق.
تُجمع العديد من البينات كي تُستخدم بشكلٍ منهجيٍّ في مرحلةٍ لاحقة. ولذلك، يتعيَّن الردُّ على الأسئلة الثلاثة الآتية: ماذا نلاحظ؟ مَن نلاحظ؟ كيف نلاحظ؟
الخطوة الخامسة: الملاحظة
والملاحظة هي مقارنة نموذج التحليل بالبيانات المرصودة. وخلال هذه المرحلة، تُجمع العديد من البينات كي تُستخدم بشكلٍ منهجيٍّ في مرحلةٍ لاحقة. ولذلك، يتعيَّن الردُّ على الأسئلة الثلاثة الآتية:
- ماذا نلاحظ؟ وهو جمع المعلومات ذات الصلة؛ أي تلك المعلومات اللازمة -التي تُحددها مؤشرات العناصر المتغيرة- للكشف عن صحَّة الفرضيات.
- مَن نلاحظ؟ وهو تحديد نطاق التحليل داخل أفضية جغرافية واجتماعية وزمنية [معينة]. فإما أن تُعنى الدراسة بالمجتمع بأكمله، وإما بعينة ممثِّلة أو مميِّزة لهذا المجتمع، كلٌّ حسب الحالة.
- كيف نلاحظ؟ وهذه الكيفية تقوم على تحديد أدوات الملاحظة وطريقة جمع البيانات.
وتتم هذه الخطوة في مراحل ثلاث:
- صياغة أدوات الملاحظة.
- إخضاعها للاختبار.
- وجمع البيانات ذات الصلة.
ويوجد بالإضافة إلى ذلك طرقٌ مختلفةٌ لجمع البيانات:
- البحث بالاستبيان.
- المقابلة.
- الملاحظة المباشرة.
- جمع البيانات الموجودة: البيانات الثانوية والبيانات الوثائقية.
ويعتمد اختيار إحدى هذه الطرق على الفرضيات المتعلقة بهذا العمل، وعلى تعريف البيانات ذات الصلة. ولكن ينبغي على الباحث أن يأخذ بعينِ الاعتبار ضرورةَ الحصول على دورات تدريبية تُمكِّنه من تطبيق كل طريقةٍ بصورةٍ فعَّالة.
الخطوة السادسة: تحليل المعلومات
يتعيَّن على الباحث أن يحدِّد ما إذا كانت النتائج المرصودة تتطابق بصورةٍ جيدةٍ مع النتائج التي من المفترض أن تؤدي إليها الفرضيات.
ويلجأ المؤلفان مرةً أخرى إلى تعيين مثال (ظاهرة دينية) للتأكيد على أهمية العمليات الثلاث التي يخضع لها تحليل المعلومات، وهي الآتية:
- إعداد البيانات وجمعها: يتعيَّن على الباحث أن يسلط الضوء على خصائص توزيع العنصر المتغير، ثم يجمعها تحت فئاتٍ فرعية أو يُعبِّر عنها من خلال بياناتٍ جديدة مناسبة.
- تحليل العلاقات بين المتغيرات.
- مقارنة النتائج المرصودة بالنتائج المتوقعة وتفسير الفروق.
وثمة طريقتان أساسيتان لتحليل المعلومات:
- التحليل الإحصائي للبيانات.
- تحليل المضمون، وهو يشتمل على أصناف مختلفة:
- التحليلات الموضوعية.
- التحليلات الشكلية.
- التحليلات البنيوية.
وفضلًا عن ذلك، يُعَدُّ البحث الميداني مثالًا على التطبيق المُكمِّل لمختلف طرق الملاحظة وتحليل المعلومات.
الخطوة السابعة: الاستنتاجات
إن خاتمة أي عملٍ هي التي يتوجَّه إليها القارئ بدايةً للاطلاع عليها، وعلى أساسٍ من ذلك سيقرِّر ما إذا كان سيقرأ العمل البحثي كلَّه أم لا؛ ولذلك يجب أن تُصاغ بأكبر قدرٍ من التأنِّي.
ولا بدَّ أن تشتمل على ثلاثة أجزاء:
- تذكير بالخطوط الرئيسة للمسار المنهجي [خلال البحث].
- عرض مُفصَّل للإسهامات المعرفية (المعارف الجديدة ذات الصلة بالموضوع الذي يخضع للتحليل والمعارف النظرية الجديدة) التي انبثق عنها هذا العمل.
- الآفاق البحثية الجديدة التي يمكن العمل على تطويرها (المفتتح).
تطبيقات للمسار
لقد تخيَّر المؤلفان مثالًا يتَّسم المنهج المتَّبع في دراسته بالنقص، وذلك حتى يسلِّطا الضوء على العقبات التي يمكن أن تطرأ على الباحث. وعلى هذا، اختارا مشكلة تغيُّب الطلاب [عن الجامعات].
وقد صيغ سؤال الانطلاق الذي يمسك بزمام البحث بالصورة الآتية: «ما الأسباب الداعية إلى تغيُّب الطلاب في أول عامٍ جامعيٍّ لهم؟». وبعد ذلك، سوف يطبقون الخطوات المختلفة للمنهج الموائم لسؤال الانطلاق هذا.