تأتي أهمية هذا الكتاب في ظل التطورات الكبيرة التي تشهدها الساحة الشيعية في إيران، بين فئتَيْن: إحداهما تدافع عن الطابع الديني لنظام الحكم، وثانيتهما ترى عدمَ شرعية النظام الحالي ووجوب تعديل الدستور لإتاحة المجال أمام المزيد من الحقوق والحريات. فالكتاب خطوة في مجال النظرية السياسية الإسلامية لتقديم رؤية جديدة في العلاقة بين الدين والمجال السياسي، وهي علاقة جرى تناولها في العديد من الكتابات الفقهية السُّنية والشيعية. وتسعى هذه الرؤية الجديدة إلى تضمين المنجزات العلمية والرؤى الاجتماعية الحديثة في مسألة العلاقة بين الدين والدولة. ولتحقيق هذا الغرض، يحاول المشاركون في الكتاب إعادة النظر في الفكر الفقهي نظرًا عقلانيًّا مع تقديم قراءة نقدية للنظريات الاجتماعية المختلفة التي برزت في الآونة الأخيرة حول المسألة.
ويتألَّف الكتاب من سبع دراسات، تدور حول مفهوم الحكومة الدينية والعُرفية/المدنية، والفرق بين شرعية الحكومة ومقبوليتها ومصادر كلٍّ منهما، بالإضافة إلى نظرية الحكم وَفْقَ الأصول الشيعية الإمامية، مع طرح مسألة إقامة "الحُجيَّة" وَفْقَ قواعد ديمقراطية، فضلًا عن الحقوق التي قد تحظى بها فصائل المعارضة السياسية في الفكر السياسي الشيعي، وحقوق الأقليات الدينية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
حسین واله: أستاذ مشارك في قسم الفلسفة بجامعة الشهید بهشتي في طهران، تخرّج في جامعة تربیة مدرّس بالمدينة ذاتها. يهتمُّ في بحوثه بفلسفة اللغة، والفلسفة السیاسیة، وفلسفة الفقه.