ما الذي تُـقدّمه القراءة المعمّقة لآيات القرآن الحكيم، وفصول سيرة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأبواب الجهاد والسّيَر وغيرها من مباحث الفقه في صياغة نظرية إسلامية في العلاقات الدولية؟ وما هي الأحكام التي تقرّر شروط الحرب المشروعة وضوابطها، وتحكم ميزان العلاقة مع الدول الأخرى في السلم والحرب والحياد وفي المواثيق والعلاقات التجارية، وتنظّم أحكام أهل الذمّة والمحاربين والأقليات المسلمة في غير دار الإسلام؟
بالإضافة إلى الإجابة عن هذه الأسئلة الكبرى، سيجد قارئ هذا الكتاب بيانًا شافيًا وإيجازًا مُغنيًا للعديد من المسائل الشائكة التي تضبط علاقات المسلمين بغيرهم داخل الدولة الإسلامية وخارجها، كما سيعثر في بعض أبوابه على فوائد وفرائد متفرّقة من قبيل تطوّر الزيّ العسكري ودور النساء في المعارك وغير ذلك من الأبواب المثيرة للاهتمام، التي تحتاج إلى باحث منقّب في أبواب التراث ومخطوطاته ليُبرزها ويبوّبها، وهي المهمّة التي اضطلع بها مؤلّف هذا الكتاب طوال اثني عشر عامًا هي مدّة عكوفه عليه ومراجعته له.