كان لمؤسسات الوقف عبر التاريخ الإسلامي الطويل دورٌ مهمُّ ورائدٌ في الواقع الاجتماعي والاقتصادي، وذلك بوصفها منظومة تكافل مُكمِّلة لدور النظام السياسي ما قبل الحديث. وعلى الرغم من تراجع هذا الدور نسبيًّا في واقعنا المعاصر، فإن التراث الفقهي والتطبيقي الذي راكمته نماذج الأوقاف الإسلامية وتجاربها لا يزال تراثًا حيويًّا في واقع المسلمين اليوم.
يثير هذا الكتاب النقاشَ حول الأدوار الاجتماعية والاقتصادية التي تؤديها الأوقاف وعلاقاتها بمقاصد الشريعة الإسلامية، ويعرض مختلف الاتجاهات المذهبية الاجتهادية في ضبط فقه الوقف والعمل الوقفي، ومختلف أنواعه ونماذجه، ويقترح جملةً من الأفكار التي قد تحيي فاعلية مؤسسات الأوقاف بوصفها منظومة لضمان التكافل الاجتماعي.
يتقاطع موضوع هذا الكتاب مع مشروع "مركز نهوض للدراسات والبحوث" بوصفه منصة معرفيَّة متفرِّعة عن مؤسسة "وقف نهوض لدراسات التنمية".