على الرغم من وجازة النص، فقد تمكّن المؤلّف من تحليل ظاهرة أثر التحيّز السياسي في الفقه خلال التاريخ الإسلامي وحاضره. مع البدء بتحديد مفاهيمي عرَّف فيه مفهوم التحيّز، ثم أتبعه بصياغة إشكالية الموضوع. لينتقل في الفصل الأول إلى استحضار موقف القرآن والسنّة النبوية الشريفة من ظاهرة التحيّز، ليركّز في الفصل الثاني على دراسة تحوُّلات الخطاب الفقهي، وعلاقات التأثير والتأثُّر التي قامت بين الفقه كخطاب صادر عن المجتمع العلمي الشرعي، وبين النظام السياسي السائد، محلّلاً التغييرات التي طرأت على الخطاب الفقهي خلال التاريخ، وانقلاب فقيه الشرع إلى ما سمّاه بـ«فقيه السلطان»، وأثر هذا الانقلاب في صياغة مجموعة من المحدّدات الفقهية، التي بلغت إلى نتائج مهمّة أبرزها الكاتب مختـتـمًـا بفصل أخير خصّصه لاقتراح مجموعة من الحلول، تتنوّع ما بين عقدي وفكري، و بين ما هو أصولي ومقاصدي.