إسلام بلا أوروبا

ينطلق هذا الكتابُ من فرضية خلاصتُها أن القرن الثامن عشر كان عصرَ نشاط فكري دؤوب، لا عصر تدهور وانحسار، وأن العالم الإسلامي شهد إبانه وإلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر واحدًا من أشد عصور تاريخه الفكري نشاطًا. ولم يقتصر النشاط العلمي الدؤوب خلال هذا القرن على منطقة دون أخرى، أو على إقليم دون سواه، بل انتشر في جُلّ بقاع الإسلام، وكان للفكرة الإصلاحية التي تمخَّض عنها هذا النشاط -بمعزلٍ عن التأثير الأوروبي- ممثّلون في مصر والشام واليمن والجزيرة العربية والهند وشمال إفريقيا وغربها. مخالفًا بذلك الكتابات القديمة التقليدية التي ذهبت إلى أن القرن الثامن عشر كان قرن تدهورٍ سياسي واقتصادي وركود فكري، وأن حركة الإحياء والإصلاح لم تنشأ إلا في القرن التاسع عشر، وهي نشأة تفسّرها زيادة التأثيرات الأوروبية في العالم الإسلامي، وما أثارته من تحديات.

أحمد دلال: رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والعميد السابق لجامعة جورجتاون في قطر. وهو باحث بارز في الدراسات الإسلامية، درَّس في الجامعة الأمريكية في بيروت، وجامعة ستانفورد، وجامعة ييل، وجامعة سميث، وجامعة جورج تاون، حيث شغل أيضًا منصب رئيس قسم الدراسات العربية والإسلامية.