
قليلة هي الكتب التي تحمل أطروحة جديدة. ويُعَدُّ هذا الكتاب من هذا النوع النادر. إذ بناءً على مفهوم "الكمال" وثلاثية "الذاتية والبَيْنذاتية والبَيْنية"، أقام المؤلف أساسًا نظريًّا قرأ به النتاج الإسطوغرافي، وفلسفات التاريخ، التي فَرَّعَها على صنافة كانط في ثلاثة تشكيلات هندسية. بدءًا من استثمار أفلاطون لـ"كذبة هيزيود"، إلى تحويلها اللاتيني مع أوفيديوس، ومن سجال المسعودي مع سنان بن ثابت إلى "عمران" ابن خلدون، ومن علموية رانكه وسينيوبوس إلى حوليات بروديل وفيفر، ومن سقوط كانط من علو "الترنسدنتال" إلى "لون الجلد"، ومن "مكر المطلق" عند هيجل إلى "ورطة النسق" الماركسي، ومن نقدية مربورغ وهايدلبرغ إلى إشراط فلسفة التاريخ بالمجاز البلاغي مع هايدن وايت... إنها رحلة معرفيَّة ثريَّة تجعل من هذا الكتاب متنًا مكتنزًا يستحقُّ القراءة بل المدارسة.
الطيب بوعزة: أستاذ التعليم العالي، مركز تكوين المعلمين، طنجة، المغرب. حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب، جامعة محمد الخامس بالرباط عام 2002م. من مؤلفاته: سلسلة "تاريخ الفكر الفلسفي الغربي: رؤية نقدية" في ثمانية أجزاء، و"نقد الليبرالية"، و"ماهية الرواية"، وغيرها من الكتب والدراسات العلمية المحكمة.