المدن المحورية

يهدف هذا الكتابُ إلى دراسة المدن الكبرى في العالم، واستكشاف ملامح الدور الذي نهضت به في التحولات التاريخية على الصعيدين السياسي والحضاري، ومحاولة تقديم رؤية جديدة لهذه المدن من منظور ثقافي تعدُّدي. ولانطلاق المؤلِّف من أرضية التعدُّدية الثقافية والتفاعل الحضاري، فقد أنكر فكرةَ المركزية الأوروبية التي نشأت خلال القرن التاسع عشر، وهي الفكرةُ التي حاولت أن تصوغ نَسَقًا جديدًا للتاريخ الإنساني، تحتلُّ فيه أوروبا مركز الصدارة، في حين تُقصى سائر الأقطار بموروثاتها الحضارية إلى الهامش.

ويدرس الكتاب سبعة أنماط من المدن: المدن الرائدة التي أسَّست الحضارات، والمدن التي أسَّستها الحضارات، والمدن التي اغتُرِسَت أثناء تكوين الحضارات، ومدن الأشباح التي فَقَدت أهميتها عبر تناوب السلطة السياسية والتحولات الحضارية، والمدن المفقودة التي دمَّرتها الحضارات، والمدن الواقعة على خطوط التفاعل الجيواقتصادي/الجيوثقافي، والمدن التي تندمج أو تُغيّر أو تشهد تغيرًا بفعل حضارات مختلفة. ويتخلَّل ذلك حديث شائق عن الانطباعات الفكرية التي تشكَّلت لدى المؤلف من خلال تجاربه المباشرة في المدن التي زارها، واستعراضٌ دقيقٌ لأبرز المشكلات المنهجية التي تعترض سبيل التأريخ للمدن عامَّة، والمدن العثمانية خاصَّة.

أحمد داود أوغلو: سياسي تركي وأكاديمي مرموق. اختارته مجلة السياسة الخارجية واحدًا من أفضل مئة مفكر عالمي في الأعوام 2010-2012م، واختارته مجلة التايم واحدًا من أكثر مئة شخصية مؤثرة في العالم في عام 2012م. له العديد من الكتب، منها: النموذج البديل، والتحول الحضاري والعالم الإسلامي، والعمق الاستراتيجي.