كتاب "ثورة العقل" نموذج متفرد في تاريخ  الأفكار . حيث يذهب كاتبه جوناثان إسرائيل خلاف العرف الشائع في الدراسات التأريخية، مؤكدا أن الفكرة مؤثرة في تحولات الاجتماع. حيث إذا كانت المناهج التأريخية التي تكونت في زمن الوضعية العلموية في القرن التاسع عشر، جعلت الفكر تابعا للشروط الاقتصادية المادية ، أو مجرد انعكاس للبنيات الاجتماعية والسياسية، نجد جوناثان يقلب هذا الترتيب المنهجي ، مؤكدا أن الفكرة لها دور فاعل في توجيه وصناعة التاريخ . وتطبيقا لمنهجيته يقدم المؤلف  قراءة جديدة للتاريخ السياسي الحديث من خلال تتبع تأثير فلاسفة الأنوار ، وخاصة أولئك الذين يسميهم بفلاسفة التنوير الجذري.