تحديات الديمقراطية في سبيل الوعي بالأسس الموجّهة للبناء الديمقراطي
الملخّص
سيظل الحديث عن الديمقراطية وإشكالياتها والأسئلة التي تطرحها دائما ومستمرا ومتجددا، وقد أخذت المقاربة الرئيسة للإشكالية تتجه صوب الإجابة عن أسئلة تنزيل الديمقراطية والبحث عن الشروط الضامنة لتحقيق مطالب الأمة وتكييف النظام الديمقراطي مع خصوصية كل تجربة على حدة. فلم تكن الديمقراطية مشروعا متكامل الأركان ومتحققا بمثالية في كل التجارب التي تبنّته واتّخذته سبيلا في إقامة الدولة وتنظيم سير مؤسساتها، وإنما هي بناء دائم التشكّل والتغيّر، قابل للترميم والتعديل والإصلاح رغم قِدم أسسه النظرية وتراكم مبادئه المؤطرة والموجّهة وتعدّد صيغه المنزَّلة.
تحاول الدراسة أن تثير جملة من الإشكالات النظرية وبعض تجلياتها الواقعية المرتبطة بالخيار الديمقراطي وإمكانات تنزيله، والتحديات المحدّقة به. وحيث إن تحقيق المثال نادر في السياسة، وأن "الديمقراطية تبقى مهددة في معظم أنحاء عالمنا المعاصر" يبقى تحصين التجارب الديمقراطية من التحديات المحدّقة بها أفضل السبل لنبذ الاستبداد وتضييق دائرة العنف والصراع الدموي على السلطة وتحصين الاستقرار وضمان أكبر قدر ممكن من الحرية والكرامة والعدالة.
وقد تركزّ الحديث عن خمسة تحدّيات كبرى مستقرأة من عدد من التجارب الحديثة والمعاصرة، يشكل الوعي بمخاطرها أحد المنطلقات الأساسية لتحصين التجارب الديمقراطية، وهي: التحدّي الطائفي، وتحدّي التفريط والنكوص والتراجع، وتحدي الانقلاب العسكري، وتحدّي التدخّل الخارجي، والتحدي المركّب.