تطبيق ابن خلدون: إحياء تقليد مهجور في علم الاجتماع أسامة عباس السيد فريد العطار

لم تنظر مختلف تخصُّصات العلوم الاجتماعية إلى ابن خلدون نظرةً جادةً، ولا سيما علم الاجتماع، الذي كثيرًا ما يُقال إنه مؤسِّسه. وهذا الأمر صحيح في الغرب وفي العالم الإسلامي. وفي حين أنه ليس صحيحًا أن ابن خلدون لم يكن له أتباع في العالم الإسلامي وفي عصور ما قبل العصر الحديث، فإن التقليد الخلدوني في علم العمران البشري -كما سمَّاه ابن خلدون- أو العلوم الاجتماعية الحديثة، لم يتطوَّر قطُّ. وفي العصر الحديث، عندما زاد الاهتمام بابن خلدون، لم يكن يُنظَر إلى أعماله عمومًا على أنها مصادرُ للنظريات والتصورات التي يجب تطبيقها على دراسة الوقائع المعاصرة والتاريخية، فعلى كثرة الإشادات بابن خلدون ووصفه بأنه رائدُ علم الاجتماع ومؤسِّسُه، فإنَّ علم الاجتماع الخلدوني لم يتطور بعدُ. 
إن الفكرة التي يقوم عليها هذا الكتاب هي تطبيق نظرية ابن خلدون عن تكوين الدولة على كلٍّ من الحالات التاريخية والمعاصرة. وكذلك الجمع بين الإطار النظري لابن خلدون والمفاهيم المستمدَّة من علم الاجتماع الحديث، وتطبيق الصياغة الجديدة على حالات محدَّدة، مثل: التاريخ العثماني والصفوي، أو الدولة السورية الحديثة.

السيد فريد العطاس: عالم اجتماع ماليزيّ أنهى دراساته العليا في جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة، وعمل رئيسًا لقسم الدراسات الماليزية في جامعة سنغافورة الوطنية حتى عام 2013م، ثم أستاذًا مشاركًا في قسم علم الاجتماع بالجامعة نفسِها.