سيجد القارئ في هذا الكتاب تحليلاً لتطوّر الدولة في الفضاء الغربيّ، بدءاً من تنظيرات غرامشي عن «الدولة المتكاملة»، مروراً بدراسة فوكو للسياسات الحيويّة وتحليله لديناميكيات عمل النيوليبراليّة، وكيف أدّت هذه السياسات إلى إيصال النظام السياسي إلى حالة من الفوضى والاضطراب التي هيأت الأرضيّة لظهور الشعبويّة، عبر خلق شرائح واسعة ساخطة يُمكن تحشيدها -من قبل قائد كاريزماتي- ضمن مقولة «الشعب» الذي يحارب النخبة الفاسدة المترهّلة.
كما سيجد في هذا الكتاب تحليلاً لجذور مفهوم «السيادة الشعبيّة»، ودراسة لآليات الزعامة الشعبوية، التي تسعى إلى خلق هويّة عاطفيّة متينة مع الشعب عبر سرد الحكايات بدل الحقائق، وتقديم الصور المشحونة عاطفيّاً، ورسم صورة عن «العدو» الخارجي الذي يهدّد «الشعب».
بارثا تشاترجي: أحد أبرز مفكّري مدرسة التابع، وأحد ألمع المنظّرين السياسيين والمؤرّخين في حقل الدراسات ما بعد الاستعماريّة، وهو يشغل اليوم موقع أستاذ الدراسات الجنوب آسيويّة في جامعة كولومبيا، وأستاذ العلوم السياسيّة في مركز الدراسات الاجتماعيّة في كلكتا.