يسعى هذا الكتاب إلى الإضافة على ما يطرحه علم العلاقات الدولية حول الدين وعلاقته بالسياسة الدولية، ليؤسِّس طرحًا جديدًا من الناحية المفهومية والمنهجية في دراسة دور الدين في هذا الصدد. ولهذه الغاية، يطرح الكتاب أربعة أهدافٍ كبرى يحاول تقديمها من خلال فصوله المختلفة، وهي: تقديم بنية جديدة في دراسة السياسات الدولية، وتجديد الأسئلة التي يتناولها علم العلاقات الدولية حول الدين ودوره، وإقامة نموذج جديد في تحليل أثر الدين في العلاقات الدولية، والوصول إلى خلاصات وأفكار جديدة حول أثر الدين في التنمية الدولية.

وتبرز أهمية هذا الكتاب فيما يقدّمه من إسهاماتٍ جديدة في دراسة الصلات بين الدين والعلاقات الدولية والتنمية. وأهمُّ إسهاماته في هذا الإطار: 1) موضعة الدين في السياسات الدولية ومساعي التنمية، وكيفية صياغة هذه السياسات على أساس موضع الفاعلين الدينيين في البنى الدينية والتشابكات والتداخلات الواقعة بين مصالحهم؛ وهو طرح جديد ينفرد به هذا الكتاب. 2) ربط المسألة الدينية بخطاب التنمية الذي يقدّمه البنك الدولي وسياساته، للوصول إلى طريقة لفهم موضع الدين في رؤية البنك وسياساته، وأثره في أيديولوجيا البنك. 3) تقديم دراسة حالة لتقييم العلاقة بين الفاعلين الدينيين والبنك الدولي. مع تقديم ذلك كله من منظور جديد.

جون ريسش: أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة نوتردام الأسترالية، وباحث مشارك في معهد الأخلاق والمجتمع بالجامعة نفسها. يركّز في أبحاثه على التقاطعات بين الدين والقومية والسياسة الدولية، وعلى مناهج البحث في الشؤون الدينية. ويرأس برنامج "الدين والتنمية الدولية" في الأكاديمية الأمريكية للدين.