يقدِّم الأكاديمي والقانوني المرموق البروفيسور «إلمار دريدجر» في كتابه هذا إطارًا منهجيًّا حاكمًا لبيان النص القانوني وتفسيرِه، جامعًا ثلاثة موارد مركزية لمسالك التبيين أو التفسير المرجوّ، وهي: دلالات ألفاظ النص، والسياق المتولد فيه النص، ومقاصد النص. وينطلق من هذه الثلاثة لتأسيس قاعدة منهجيَّة لفهم كيفية تفعيل النص القانوني.
ويقدِّم هذا الكتاب نموذجًا لما يمكن أن يُسهِم به المنهج القانوني المقارن بين الفقه الإسلامي والتفكير القانوني الغربي، بما يُعمق إدراك رقيّ الفكر الفقهي والأصولي، ومكافأته لغيره من النُّظُم القانونية الحديثة. كما يُسهِم هذا الكتاب في إعادة التفكير والعمل على الفروق بين الإطار المنهجي الذي يقدِّمه علم أصول الفقه في تفسير النصوص، خاصةً في مباحث دلالات الألفاظ، وبين ما قدَّمته الخبرات البشرية الأخرى في مناهج تفسير النصوص التشريعية، وخاصةً القوانين الغربية الحديثة؛ وذلك لجعل العقل الفقهي القانوني أكثر راهنيةً لمستجدَّات الواقع العربي والإسلامي، وكذلك تتيح لنا مقاصدية النصوص القانونية الغربية مزيد أُفق لتجويد التفكير الفقهي المقاصدي المعاصر.
إلمار دريدجر: أكاديمي وقانوني كندي، عمِل في وزارة العدل الكندية أكثر من ربع قرنٍ حتى أصبح نائبًا للوزير، ثم عمل أستاذًا للقانون في جامعة أوتاوا. كان دريدجر عضوًا في المجلس الوطني لإدارة العدالة ولجنة مراجعة القوانين، ومنهجه في تفسير القوانين هو المنهج المُفضَّل حاليًّا في المحكمة الكندية العليا.