للفقه الإسلامي أهميته الكبيرة في حياة المسلمين وتنظيم حضارتهم، ولذا اهتمَّ به دارسو الإسلاميات والمؤرخون والمشتغلون بالقانون منذ أَمَد بعيد، فخصَّته الجامعات الغربية الكبرى بنصيبٍ وافرٍ من الاهتمام تجلَّى في الدراسة والبحث والمداخل المنهجية والمقررات الجامعية، ومن ذلك هذا الكتاب المرجعي الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد العريقة، في خمسة وثلاثين فصلًا، تتجه إلى تغيير الصورة المفروضة على الدراسات الفقهية، وإزاحة الأوهام والالتباسات المتراكمة في الأكاديميات والصحافة ووسائل الإعلام المختلفة.
ولا يقدّم هذا الكتاب المرجعي مقالاتٍ موسوعيةً مبسوطةً في الموضوعات الرئيسة في الفقه الإسلامي، فثمة كتب ومراجع تقوم بهذه المهمَّة بالفعل. ولكنه يوجز اشتغال الجيل الحالي من الباحثين المهتمين بالشريعة والفقه الإسلامي في الجامعات الغربية. ومن أهم ما يميز هذا العمل الضخم توزُّعُ مجالاته على عددٍ كبيرٍ من الموضوعات التي تشكِّل اهتمامات الباحثين في الفقه الإسلامي وأصوله ومناهجه وتوجُّهاته، وضمّ الرؤى الحديثة إلى الآراء التقليدية، مع قرنِ كل موضوعٍ من هذه الموضوعات التي يتناولها الكتاب بقائمةٍ مطولةٍ من المراجع الأصيلة والثانوية، ومن شأن هذا أن يساعد الدراسات المستقبلية على الإلمام بالدراسات السابقة دون أدنى عناء.