في النظرية السياسيّة الإسلامية

يعتبر الحديث عن النظرية السياسية في الإسلام في الوقت الراهن، من أهم واجبات وضرورات المرحلة التاريخية؛ إذ إن النظرية السياسية لا تعتبر فقط الرؤية التي تجسد القيم والأفكار التي يتبناها أصحابها، بل كذلك تمثل منهج النظر والعمل.

وما يميز هذا الكتاب هو ما تضمنه من رؤية تحليلية لأهم الأفكار والتيارات – السنية والشيعية- التي تفاعلت مع النظرية السياسية على مستوى التنظير والممارسة الميدانية، بحيث تمكن المؤلف من الربط بين الأمرين بمسيرة واحدة، مع الحرص على إبراز ودراسة التراكم العلمي المتحقق في نسق أفكار النظرية السياسية عبر التاريخ، وسياق تأثره الاجتماعي والثقافي.

قام المؤلف في هذا الكتاب بإبراز أهم التحديات التي تُواجه المسيرة الفكرية والحراك الميداني لفهم وتنزيل النظرية السياسية في واقع التاريخ السياسي الإسلامي القديم والمعاصر، عبر بعده الزمني التاريخي، وامتداده العرضي عبر تياراته ومذاهبه السنية والشيعية.

يتضمن الكتاب بابين، يتحدث أولهما عن: “رصد مسار وتطور التجربة الإسلامية في الفكر السياسي“، وثانيهما: يشرح “تحديات وإشكاليات بناء نظرية سياسية إسلامية“. كما يتضمن الباب الأول أربعةَ فصول: أولها مثّل مدخلًا للتنظير السياسي الإسلامي، والثاني تحدث عن تطور التجربة السياسية في التاريخ الإسلامي منذ عهد الرسول حتى سقوط الخلافة العثمانية، ثم في الفصل الثالث عن تطور الفكر السياسي الإسلامي الحديث والمعاصر، ثم تحدث في الفصل الرابع عن تطور الفكر السياسي الشيعي الحديث والمعاصر.

وتضمن الباب الثاني ستةَ فصول، ومبحثًا ختاميًّا، تحدث في الفصل الأول عن “تحديات وإشكاليات الاجتهاد في المجال السياسي“، وفي الفصل الثاني تحدث عن “تحديات وإشكاليات نظام الحكم في المنظور الإسلامي“، وفي الفصل الثالث تحدث عن “تحديات وإشكاليات بناء مفاهيم السيادة والشرعية“، وفي الفصل الرابع تحدث عن “إشكاليات مدنية الدولة في الفكر الإسلامي المعاصر“، وفي الفصل الخامس تحدث عن “تحديات وإشكاليات تقنين الحالة الحقوقية في الإسلام“، وفي الفصل السادس اهتم المؤلف ببيان “تحديات وإشكاليات قضية العنف السياسي في الفكر الإسلامي“. وفي المبحث الختامي حرص المؤلف على بيان وإظهار تجليات الواقع السياسي الإسلامي المعاصر، وآفاق المستقبل.

حاول المؤلف في هذا الكتاب أن يقدم للمكتبة العربية كتابًا مرجعيًّا، وهو يعدُّ من القلائل الذين جمعوا بين التخصص الأكاديمي والممارسة السياسية الشعبية والرسمية.