يُقدّم هذا الكتاب الوجيز مقاربة شاملة ومكثَّفة لإحدى أخطر المشكلات الفكرية والسياسية في العالَمين العربي والاسلامي، أَلَا وهي مشكلة الطائفية. حيث ركَّز المؤلف على الطائفية بين السُّنة والشيعة؛ لأنه يراها الظاهرة الأكثر خطورة اجتماعيًّا وسياسيًّا في واقعنا الإسلامي المعاصر. ولذا فقد استرجع تاريخ الفكرين السُّني والشيعي وتطورهما، مع التركيز على لحظة إنشاء الدولتين الغريمتين (الصفوية والعثمانية)، ناظرًا إلى هذه اللحظة التاريخية بوصفها لحظة تحوّل نوعيّ بتأسيس الدولة الصفوية على المذهب الاثني عشري. وقد لاحظ المؤلف تزامنَ نشأة الدولتين، مما دفعهما إلى التنافس على أسطرة التاريخ بقصد إضفاء الشرعية الدينية على الحكم السياسي.
ولم يكتفِ المؤلف ببحث الأصول التاريخية، بل تجاوزها إلى الاجتهادات التجديدية في كلا المذهبين، مستحضرًا عصر النهضة والفكر الإصلاحي الشيعي المعاصر، معلقًا على هذه الاجتهادات أملًا في ترقية الوعي في كلٍّ من المذهبين إلى مستوى تقليص الطائفية، والاقتناع بأهمية بناء إطار فقهي مدني يستوعب التعدُّد والاختلاف. مستخدمًا في ذلك كله أدوات العلوم الاجتماعية في البحث والتحليل والمناقشة.
علي الزميع: سياسي كويتي على المستويين الرسمي والشعبي، ومؤسس ورئيس مجلس أمناء وقف نهوض لدراسات التنمية، وحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة. من أهم مؤلفاته: "في النظرية السياسية الإسلامية"، و"الحركات الإسلامية السُّنية والشيعية في الكويت"، و"حيرة المشروع السياسي الإسلامي"، و"المواطنة وبنية الدولة في الفكر الإسلامي السُّني والشيعي".