يتناول هذا الكتاب العلاقةَ بين الدين والدولة والفاعلين الممثّلين لكلا الطرفين، ويحلّل الأسباب العميقة التي صاغت هذه العلاقة، وإبراز الحيثيات التي أسهمت في تشكيل النخبة العلمائية وصياغة مواقفها. وفي أثناء ذلك يغطّي الكتاب جملةً من القضايا التي مثَّلت نقاط تحوّل كبرى في البنية المجتمعية والفكرية في سوريا خلال ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، كدخول التعليم الحديث وتفاعل منظومة التعليم التقليدي معه، والمشاركة السياسية لدوائر العلماء والإسلاميين خلال الحقبة البرلمانية القصيرة ما بعد الاستقلال، ثم مواقفهم المتباينة من السلطة السياسية، من تقاربٍ وتحالفٍ إلى خصومة ومعارضة، بالإضافة إلى تحولات الاقتصاد ونُخَبه من المرحلة الاشتراكية إلى النيو-ليبرالية، وأثر هذه التحولات في صعود النخب الاقتصادية المختلفة وسقوطها، وتحالفات هذه النخب مع المشيخة أو مع السلطة، بالإضافة إلى قائمة طويلة من التحولات الثقافية التي مرَّت تأثيراتها عبر التلفاز والإنترنت وسوق الكتب، ومسَّت الجيل الجديد والمرأة والزيّ وغيرها من القضايا.
توماس بيريه: باحث أول في معهد الدراسات حول العالم العربي والإسلامي (Iremam)، كما عمل محاضرًا أول في الإسلام المعاصر في جامعة إدنبره (٢٠١١-٢٠١٧م). من كتبه: "الإسلام في سوريا ما بعد الدولة العثمانية" (مطبعة جامعة أكسفورد، ٢٠١٦م).