المدينة العربية الإسلامية: أثر التشريع في تكوين البيئة العمرانية
الملخّص
مع تطوُّر العلوم الاجتماعية والإنسانية، بل وحتى الطبيعية، جعل الغرب ينظر لقضايا الإسلام والمسلمين بطرقٍ منهجية معينة لم يعهدها المسلمون، وهو ما أصاب المسلمين ببعض الاضطراب المنهجي في تناول مجتمعاتهم. وهذا مِن دواعي قراءة هذا الكتاب الذي تجاوز كثيرًا العقبات المعرفية في صياغة أفكاره، حيث تميَّز الكتاب كثيرًا في طرحه ومنهجيته المعرفية عن بقية الأطروحات، كما تميَّز بشكلٍ عامٍّ عن الطرح الفكري والعلمي العربي المعاصر في تعامله الفريد بين الحاضر والماضي، وحاول أن يوائم بينهما بطريقة منهجية، واستفاد في ذلك من فلسفة العلوم.
وجاء تميُّزه عن بقية الدراسات التي تناولت المدن الإسلامية في تركيزه على الجانب الشرعي في تنظيم المدن الإسلامية، وهو ما أصبح تيارًا فيما بعد، حيث راجَع الأنظمة والقوانين المنظِّمة للعمارة في المملكة العربية السعودية، في ضوء ما درس من عناصر العمارة الإسلامية، ومن تحديدٍ لقِيَمها الحاكمة؛ ولذلك فإن هذا الكتب يتميَّز بميزاتٍ كثيرة، وهو ما يستدعي القراءة لتجربة المؤلِّف المعرفية.
إن الكتاب عبارة عن رسالة دكتوراه أنجزها المؤلِّف الدكتور صالح بن علي الهذلول في بداية الثمانينيات الميلادية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إلَّا أن الكتاب لم يأخذ حقَّه من الاهتمام والمراجعة، وقام مؤلِّفه بترجمته وطباعته في منتصف التسعينيات، وطُبِع طبعة أخرى في عام 2010.
يتكوَّن الكتاب من جزأين: الأول: عن العمارة التقليدية، والثاني: عن العمارة المعاصرة في المملكة العربية السعودية. وقد قسمت هذه المراجعة إلى خمسة أجزاء: الأول: مقدِّمة عن دراسات المدينة الإسلامية. والثاني: المنهج، ويتطرَّق إلى منهج المؤلِّف في نقاشه لموضوع بحثه. والثالث: العمارة التقليدية. والرابع: العمارة الحديثة في المملكة العربية السعودية. والخامس: الخاتمة.