مؤتمر العلاقة بين الدولة والدين في السياقات العربية الإسلاماتية
هل تعني العلمانية فصل الدين (أو الكنيسة) عن الدولة، أم عن السياسة، أم عن السيادة؟ أم إنها تعني الفصل بين السلطات الدينية والسياسية؟
ما معنى مصطلحات أو مفاهيم «الدولة المدنية»، و«الدولة العلمانية» و«الدولة الدينية/الإسلامية»؟ وكيف يمكننا فهم العلاقة القائمة أو الممكنة بين الدين والدولة في السياقات العربية والإسلاماتية، انطلاقًا من المفاهيم المذكورة، ومن علاقتها بمفهوم الديمقراطية، خصوصًا أو تحديدًا؟ هذان هما السؤالان الأساسيان اللَّذان سعى مؤتمر «العلاقة بين الدولة والدين في السياقات العربية والإسلاماتية: الدولة المدنية، الدولة العلمانية، الدولة الدينية/الإسلامية» إلى مناقشتهما واستكشاف الممكنات والمنظورات المتعددة للإجابة عنهما. ومن الواضح أن هذيْن السؤاليْن، وغيرهما من الأسئلة التي تتفرع عنهما أو تتصل بهما، يتضمنان أو يتناولان جانبيْن متمايزيْن ومتداخليْن في الوقت نفسه من الجوانب الفعلية و/أو المحتملة للعلاقة بين الدولة (الديمقراطية) و/أو السياسة والدين/الإسلام: جانبٌ وصفي يسعى إلى الكشف عما هو كائن، وجانب معياري يُبيِّن من منظور أخلاقيٍّ وسياسيٍّ وفلسفيٍّ ما ينبغي أن يكون.
وقد تضمنت الأوراق البحثية المقدَّمة في المؤتمر دراسات لعلاقة الدين بالدولة في بعض الدول العربية الإسلاماتية، بالإضافة إلى تأملات ومناقشات نظرية من مختلف التخصصات الأكاديمية، والمنظورات السياسية في الدول العربية والإسلامية، بهدف الإجابة عن الأسئلة التالية: ما أشكال ومضامين العلاقة بين الدولة والدين في السياقات العربية والإسلاماتية؟ وكيف يمكن و/أو ينبغي التعامل نظريًّا مع المفاهيم المعبرة عن تلك العلاقة؟ بأي معنى، وإلى أي مدى، يمكن توصيف دولة ما بأنها دولة مدنية و/أو علمانية و/ أو دينية/إسلامية؟ هل تعني العلمانية فصل الدين (أو الكنيسة) عن الدولة، أم عن السياسة، أم عن السيادة؟ أم إنها تعني الفصل بين السلطات الدينية والسياسية؟ ما هي الاختلافات العملية والمفاهيمية بين هذه التعريفات لمعنى العلمانية؟ هل يمكن لمفهوم «الدولة المدنية» أن يكون مفهومًا مكمِّلًا أو بديلًا لمفهومي «الدولة العلمانية» و«الدولة الدينية/الإسلامية»؟ وبأي معنى، وإلى أي مدى، يمكن لأي دولة من تلك الدول أن تكون (غير) ديمقراطية؟
انعقد المؤتمر في "مركز الدراسات المتقدمة في الإنسانيات والعلوم الاجتماعية" «علمانيَّات متعددة: ما وراء الغرب، ما وراء الحداثات»، في جامعة لايبزيغ، في ألمانيا، في يومي 9-10 ديسمبر 2021م. ونظَّمه الباحثان في المركز حسام الدين درويش وماركوس درسلر Markus Dressler، بدعم من المركز، وتمويل من مبادرة «أكاديميون متضامنون Academics in Solidarity». واضطر المنظمون إلى عقده عبر العالم الافتراضي (برنامج الزوم) بسبب الارتفاع السريع والكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا في ألمانيا في تلك الفترة. وشارك في المؤتمر 15 باحثة وباحثًا، من مختلف القارات والتخصصات، وحضره وشارك في مناقشاته جمهور أكاديمي وغير أكاديمي. وتضمن المؤتمر خمس جلسات قُدِّمت فيها 14 ورقة بحثية على مدار يوميْن: ثلاث جلسات في اليوم الأول، وجلستان في اليوم الثاني. وسأقدم فيما يلي ملخصًا مكثفًا للأوراق البحثية التي قُدِّمت في المؤتمر، وللمناقشات التي تناولت تلك الأوراق، وموضوع العلاقة بين الدولة والدين (في السياقات العربية الإسلامية) عمومًا.