حقوق الإنسان: كونية المبادئ وإمكان التطبيق

حقوق الإنسان: كونية المبادئ وإمكان التطبيق

الملخّص

تطرح حقوق الإنسان إشكاليات متعددة سواء على المستوى النظري المفهومي أو على المستوى العملي التطبيقي، ولعل ذلك هو ما يفسر عدمَ استقرار "المفهوم"، ويفسر الصعوبات التي تحول دون تحققها.

لعل المشكلة التي تواجهنا للوهلة الأولى عندما نفكر في حقوق الإنسان هي التعارض بين ادعاء الكونية (حقوق للبشر كافة) والسياق الحضاري والتاريخي التي ظهرت فيه (التاريخ والثقافة الغربيّين).

بالنظر إلى هذه الخصوصية الثقافية اعتبر البعض أن حقوق الإنسان لا أهمية لها لأنها لا تتلاءم مع ثقافات وتقاليد ورؤى سائدة في العالم الغربي.

قد يذهب النقد الثقافي إلى أبعد من ذلك عندما يؤكد على أن حقوق الإنسان باعتبارها تنتمي إلى الإنسانوية (Humanism) الغربية، ليست إلا أيديولوجيا لعبت في لحظة ما دور تبرير الاستعمار الحديث.

ثمة أشكال نقد أخرى وجهت لحقوق الإنسان من داخل الفضاء الثقافي الغربي ذاته. ويكفي أن نذكر النقدَ الذي وجّهه كلٌّ من أدموند بيرك (Burke) أو بونالد (Bonald)  أو برودون (Proudhon ) أو ماركس (Marx).

إن الإشكالية الرئيسة التي حاولنا معالجتها في هذا البحث تتعلق بمعنى حقوق الإنسان وبمدى قابليتها للتحقق: هل إن حقوق الإنسان طبيعية أم تاريخية؟ ما هو التأويل المناسب لها؟ وما هي شروط إمكان تحققها؟

بغض النظر عن السياق التاريخي والخلفية التاريخية لظهورها، كيف يمكن أن تقبل حقوق الإنسان كمرجعية معيارية كونية أخلاقية وسياسية في عصر الانفتاح والتفاعل بين الهويات الثقافية المختلفة؟

الأطروحة التي حاولنا تبريرها في هذا البحث تتعلق بكونية حقوق الإنسان وذلك من خلال تأويلها تأويلًا مناسبًا يجعلها قابلة للتحقق. ولقد اتبعنا في بحثنا الخطة التالية:

1) أسس حقوق الإنسان.

2) تأويل حقوق الإنسان.

3) حقوق الإنسان ومعضلة تحقيقها.

4) حقوق الإنسان والديمقراطية.