العقل الاجتهادي وتنمية البحث الإبداعي
الملخّص
سيكون مجال الحديث في هذه الورقة مختصًّا بالعلوم الشرعية دون غيرها، إلا فيما تتفق فيه مبادئ البحث العامة في كافة الفنون الأخرى. والدراسات الشرعية لن تجد مفهوما محفِّزا وداعيًا للإبداع كمفهوم: "الاجتهاد"، فهو نظرية متكاملة وعميقة الجذور في النصِّ الشرعي؛ وعليه فإن الدراسة ستُقدِّم رؤيةً مقارِبة تنتظم فيها المفاهيم التالية: "البحث"، و"الإبداع"، و"الاجتهاد" معًا، لِيُنتجوا إضافةً حقيقية للمعرفة، تراعي القيم الأساسية لأي عملٍ كالإتقان والمبادرة والحزم، وقادرة على التخلُّص من العوائق الذاتية والاجتماعية، ومستوعِبة للمنهج وأدواته.
تتمحور الأطروحة الرئيسة في البحث حول المعاني والمضامين، فنظرية الاجتهاد وقيمتها في إنتاج المعرفة وتطويرها، لا معنى لها دون إعلاء سلطة الأفكار، والتقيّد بمنطق الدليل والبرهان المعتبر، فالحقُّ لا يُعرف بالأسماء والانتماءات الضيقة، كما قال ابن المبارك: "دعوا عند الحِجَاج تسمية الرجال"، ومنشأ الإبداع العلمي في استقلال النظر البحثي بشرطه الموضوعي (كما سيأتي)، فذلك هو منطق البحث الشرعي الذي يُثمر علمًا وعملًا.