في الشروط المعرفية والفكرية للمسألة المنهجية
الملخّص
إن الأزمة الفكرية التي يعرفها المسلمون تعود-لاشك- في جزءٍ كبير منها إلى أزمة مناهج: أزمة مناهج التفكير، أزمة مناهج في التعامل مع التراث، أزمة مناهج في التعامل مع الحداثة، أزمة مناهج في "اقتباس" المعارف سواء من الماضي أو الحاضر.
لكن هل يتعلق الأمر بالمناهج في مفهومها التقني، أي باعتبارها رزمة من الأدوات والسبل الإجرائية لمقاربة موضوع من الموضوعات أو ظاهرة من الظاهرات أم المنهج باعتباره رؤية كلية (رؤية للعالم)؟ لأن ما يسمى بالرؤية الكلية هي نفسها نوع من النظر الذي يطوي "طريقة" معينة للنظر في الوجود والأشياء والوقائع والظواهر، أما المناهج بالمعنى التقني فهي تتفرع عن هذه الرؤية الكلية لكن ليس بشكل مباشرٍ، بل عن طريق مستويات وسيطة من الرؤى الفرعية: نظريات حول المعرفة، نظريات حول الواقع، نظريات حول اللغة، ثم نظريات حول العلاقات بين هذه العناصر بعضها ببعض. المنهج كما نتحدث عنه هاهنا هو ثمرة كل ذلك.