القرآن والشريعة: نحو دستورية إسلامية جديدة - قراءة تحليلية نقدية
اشتهر اسم المفكِّر الكندي (من أصل فلسطيني) وائل حلاق من خلال كتاباته ودراساته الغزيرة، ومنها: "الفقه الإسلامي وتطوره"، و"منطق الشريعة"، و"مدخل إلى الشريعة الإسلامية"، و"الخلفاء والفقهاء والسلاجقة في الفكر السياسي للجويني"، و"تاريخ النظريات الفقهية"، و"الدولة المستحيلة"، و"قصور الاستشراق"، و"إصلاح الحداثة"، وغيرها من الكتب والمقالات التحليلية والنقدية، وكل كتابٍ من هذه الكتب يشكِّل حلقةً من حلقات الإنتاج العلمي الأكاديمي الحي والمتفاعل للكاتب مع قضايا عصره (الحداثة والدين والدولة والشريعة والاستشراق…)، ومع آراء قرَّائه ومواقفهم في الشرق والغرب.
وقد صدرت عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر ترجمة عربية لكتاب "القرآن والشريعة: نحو دستورية إسلامية جديدة"، في 192 صفحةً من الحجم الكبير، موزَّعة على أربعة فصولٍ بعد مقدمةٍ للمؤلف وتقديمٍ للدكتور هبة رءوف عزت. يتناول الفصل الأول أُسس القانون الأخلاقي: نظرة جديدة في الأخلاق وتشكُّل الشريعة، ويعالج الفصل الثاني مسألة الدستورية القرآنية وتحكيم الأخلاق: نظرات جديدة في المبادئ المؤسسة للمجتمع ومنظومة الحكم الإسلامي، وخصَّص الفصل الثالث لموضوع أوَّليَّة القرآن في النظرية الأصولية عند الشاطبي، ثم يختم الكتاب بفصلٍ رابعٍ جعله جوابًا على سؤال: هل يمكن إحياء الشريعة؟
وبخصوص منهجية قراءتنا للكتاب، فقد آلينا أن تجمع بين عرض مضامين فصوله من جهة، وإبراز حضور الأطروحات المضادة التي يشتبك معها الكاتب نقدًا وتقويمًا من جهة ثانية، فالكتاب عبارة عن سجالٍ معرفيٍّ وحجاجيٍّ مع دعاوى علمية وثقافية وتاريخية عدَّة، تحملها أطروحاتٌ فكرية لكبار المستشرقين المعاصرين، وخاصةً المستشرق الألماني جوزيف شاخت. كما لا يفوتنا تسجيل بعض الملاحظات النقدية لأطروحة حلاق نفسها.