سوسيولوجيا الدين والجدل الإبيستمولوجي
الملخّص
تسعى هذه الورقة، إلى تركيز الاهتمام حول النقاش الأكاديمي القائم منذ مدة حول البراديغم التفسيري لعلم الاجتماع الديني، والذي أثار العديد من النقاشات والتجاذبات؛ حيث إنه إذا ما كان الاختلاف في الرؤى والمقاربات الذي طال مفهوم الدين بين المؤسسين لسوسيولوجيا الدين، لم يسفر عن نموذج تفسيري موحد لمقاربة الظاهرة الدينية- فإن الأمر الأكثر إثارة للجدل هو الاختلاف في البراديغم النظري المؤطر لعلم الاجتماع الديني، على اعتبار أن هذا التخصص، تأثر بالنشأة الوضعية للسوسيولوجيا عمومًا.
فإذا كان هذا التخصص قد ساعدنا في الكشف عن بعض الخفايا الكامنة وراء الظواهر الدينية، وبشكل خاص، ساعد الجماعة العلمية في إخراج هذه الظواهر من طابعها القداسي إلى طابع عملي إجرائي، ومكننا من امتلاك ناصية القياس الأمبيرقي لمجمل هذه الظواهر، فإن الأمر الذي يجب التوقف عنده هو مساءلة إبستمولوجية لهذا التخصص، ومدى كونية مناهجه ونموذجه التفسيري، كما يدعي البعض، والنظر في إمكانية فتح نقاش علمي هادئ ورصين ومتزن وبعيدًا عن أية انغلاق أو تقوقع، للمرور إلى ملامسة أكثر تفسيرية لمثل هذا التخصص، والنظر في مدى الانتقال إلى تَبْيِئَةِ علم اجتماع ديني يصلح كنهج لدراسة الظواهر الدينية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بشكل عام.
أسئلة البحث الفرعية:
– ما هي المراحل التاريخية التي قطعها تخصص علم الاجتماع الديني، لكي يبرز كتخصص معرفي قائم الذات؟ وما علاقته بالسياق المعرفي الذي أطر ظهور علم الاجتماع العام؟
– ما هي الإشكاليات المعرفية والنظرية والقيمية التي يطرحها تخصص علم الاجتماع الديني؟
– ما هي طبيعة السؤال المنهجي في علاقته بالكونية والخصوصية؟
– كيف يمكن التفكير في علم اجتماع ديني مطابق للخصوصيات الثقافية في بلدان العالم الإسلامي؟