تحول معرفي من الإسلاموية إلى ما بعد الإسلاموية: أبو الأعلى المودودي مقابل عبد الكريم سروش

مسجد إسلاموية

ملخَّص

بدأت البلدان الإسلامية تشعر بشدَّة بالتأثير الفكري للغرب في القرن العشرين، بسبب خسارتها العسكرية والاقتصادية أمامه في القرن التاسع عشر. ونتيجةً لذلك، برزت ظاهرة تُسمَّى الفكر السياسي الإسلامي الحديث، وكان لهذا الفكر نظريته وممارساته في البلدان الإسلامية المتباينة كرد فعل بين المفكرين المسلمين. أحد هؤلاء المفكرين هو أبو الأعلى المودودي، المولود في الربع الأول من القرن العشرين: قرن الاستعمار الغربي. والآخر هو عبد الكريم سروش، أحد الذين أسهموا في ثورة 1979 في إيران، والمولود في سياق تاريخي مختلف، حيث لم يكن للغرب وجود. ومن ثَمَّ أنتج هذا الاختلاف آفاقًا سياسية مختلفة. فعندما فكَّر كلاهما في كيف ينبغي أن تكون علاقة الإسلام بالسياسة، كان من الطبيعي أن يتأثَّرا تأثُّرًا عميقًا بالظروف التي عاشا فيها. سيتعمق هذا البحث -من ناحية أولى- في مفهوم المودودي للإسلام والقانون الوضعي العلماني والدولة الإسلامية، وسيركِّز -من ناحية أخرى- على تجديد سروش للمعرفة الإسلامية والديمقراطية والتقارب الجديد مع الغرب.