ما بعد الإسلاموية وحقول الصراع بعد الربيع العربي: النسوية والسلفية وشباب الثورة
ملخَّص
في أعقاب الربيع العربي، أثارت الصراعات حول السلطة ودور الدين في المجتمع أسئلةً في مصر وتونس حول قدرة هذه المجتمعات على الجمع بين المتناقضات. وبالعودة إلى مرحلة أقدم، تثير تلك الصراعات أيضًا تساؤلات حول الأدوات النظرية المستخدمة في تحليل التطورات الإقليمية. وعلى نحو خاص، غيَّرت أطروحة "ما بعد الإسلاموية" طبيعة النقاشات المثارة حول "الإسلام والديمقراطية" تغييرًا كبيرًا من خلال التركيز على تناول بنى الفرص والأهداف المتغيرة للحركات الإسلاموية. ومع ذلك، تجادل هذه الورقة بأن تلك الأطروحة تقلِّل من أهمية الاختلافات الكامنة في مجتمعات ما بعد الإسلاموية. وبالاعتماد على "نظرية الحقل"، توضِّح الورقة كيف أن المضمون الحالي لما بعد الإسلاموية مشروط بالنضال السياسي. وتركِّز على ثلاثة حقولٍ تمَّ التقليل من أهمية أدوارها السياسية أو تشويهها من قِبل منظِّري ما بعد الإسلاموية: النسوية الإسلامية، والسلفية الجهادية، وشباب الثورة. إن أنواع رأس المال الخاص بتلك الحقول -مصادر الشرعية والقبول الاجتماعي- تمنحنا مفاتيحَ مهمَّة لفهم رهانات الصراع بعد الربيع العربي.